المبحث الثاني
اسم الكتاب :
جاء اسمه على الورقة الأولى من مخطوطة هذا الكتاب هكذا «القضاء والقدر» وقد نشرت صورتها في أوّل الأوراق المصورة بعد هذه المقدمة.
ولكنّ بعض الباحثين الفضلاء قدحوا في صحة هذه التسمية ، ورجحوا أنّ الصحيح في اسمه هو «القدر» مستأنسين في ذلك بما ذكره المصنف في أوّل الكتاب من قوله : «كتاب إثبات القدر والبيان من كتاب الله».
وبما سماه به من ذكره من أهل العلم وعزا إليه ، وذهبوا إلى احتمال زيادة لفظ «القضاء» في النسخة من قبل الناسخ!
وأقول : ليس ما ادّعوه من احتمال الزيادة أولى من احتمال الاختصار الوارد على ما استأنسوا به ، خاصة وأن لفظي «القضاء» و «لقدر» من الألفاظ التي ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنّهما بمعنى واحد ، وأيضا فإنّ من المعروف أن كثيرا من العلماء يتعمد ذكر أسماء بعض الكتب بلفظ مختصر ودال على المضمون ، ولو أخذنا ما استأنسوا به ذريعة إلى تغيير اسم المخطوط لبدلت أسماء كثير من المخطوطات والكتب!
ثم إنّ هذه النسخة للكتاب نقلت إلينا بإسناد متصل صحيح كما هو مبين في توثيق نسبة الكتاب إلى مصنفه ـ مما يبعث على الثقة في صحة التسمية الواردة على طرّة المخطوط ، ويدرأ الوهم الذي ذكر.