باب
ذكر البيان أنّ القلم لمّا جرى بما هو كائن / كان فيما جرى
(وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) (١) ،
وإذا كان قد قدّر وقضى وكتب على آدم ـ عليهالسلام ـ قبل أن يخلق أنّه يأكل من شجرة ، ينهى عن أكلها ، لم يجد آدم ـ عليهالسلام ـ بدّا من فعله ، ولم يتهيّأ له دفعه عن نفسه ، لأنّ خلاف ما كتب عليه يوجب خلاف ما علم منه وخلاف ما أخبر عن كونه ، وخبر الله ـ تعالى صدق ، وعلمه حق فما علم أنّه كائن ، لا يجوز أن يكون غير كائن وما أخبر عن كونه فهو كائن في حينه ، لا خلف فيه.
١٥ ـ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ، حدّثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، حدّثنا سفيان بن عيينة ح.
١٦ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو علي الحافظ ، أخبرنا أبو يعلى ، حدّثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدّثنا سفيان عن عمرو بن دينار : سمع طاوسا يقول : سمعت أبا هريرة يخبر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «احتج آدم وموسى ، فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنّة ، فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وخطّ لك التوراة بيده ، أتلومني على أمر قدّره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فحجّ آدم موسى ، فحجّ آدم موسى. رواه البخاري في «الصحيح» عن عليّ وغيره عن سفيان (٢). ورواه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد وغيره (٣).
__________________
(١) سورة طه ، الآية رقم (١٢١ ، ١٢٢).
(٢) كتاب القدر ، باب : تحاج آدم وموسى عند الله.
(٣) كتاب القدر (٤ / ٢٠٤٢).