المبحث الثامن
تلاميذه :
بعد أن عكف البيهقي السنين الطويلة بقريته وهو يصنف كتبه رحل إلى «نيسابور» وأقام بها مدة وحدث بتصانيفه ، وتكررت هذه الرحلات مرّات عديدة ، وفي كل مرّة كانت تعقد له المجالس لسماع الكتب ، وكان يحضرها الأئمة والفقهاء ويتكاثر عليه فيها الطلبة ، واستمر ذلك حتى آخر حياته ، قال الذهبي : «قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور وتكاثر عليه الطلبة وسمعوا منه كتبه» (١).
وإذ يتعذر مع ذلك محاولة حصر تلاميذه ، فإنّي سأقتصر على أشهر أولئك التلاميذ ومنهم :
١ ـ ولده أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي ولد سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وتوفي سنة سبع وخمسمائة (٢). وصفه الذهبي ب «الفقيه الإمام ، شيخ القضاة».
٢ ـ وحفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين بن البيهقي ، ولد سنة تسع وأربعين وأربعمائة ومات سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. وصفه الذهبي ب «الشيخ المسند» (٣).
٣ ـ عبد الجبار بن عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد بن الدهّان ، النيسابوريّ ، أبو الحسن. قال السمعاني : «شيخ ثقة ، من أهل الخير والأمانة» (٤).
__________________
(١) «سير أعلام النبلاء» (١٨ / ١٦٨).
(٢) انظر : «التحبير» (١ / ٨٣ ـ ٨٥) و «سير أعلام النبلاء» (١٩ / ٣١٣).
(٣) انظر : «ميزان الاعتدال» (٣ / ١٥) ، و «سير أعلام النبلاء» (١٩ / ٥٠٣) ، و «شذرات الذهب» (٤ / ٦٧).
(٤) انظر : «التحبير» (١ / ٤٣٠) ، و «سير أعلام النبلاء» (٢ / ٤٦).