المبحث الرابع
رحلاته العلمية :
لم يقتصر «البيهقي» على علماء بلده ، بل تطلّع إلى المزيد ، وكان لا بد والأمر كذلك من الرحلة ؛ لأنّها الوسيلة الوحيدة للقاء الشيوخ الكبار ، والتعرف على الشخصيات العلمية الكبيرة والإفادة منهم ؛ فسافر وطاف البلاد ، والتقى بالعلماء وأفاد.
وتذكر المصادر أنّه ـ وبعد أن سمع من علماء أهل بلده وما حولها من النواحي ـ رحل إلى «بغداد» وسمع بها هلال بن محمد بن جعفر الحفّار ، وعليّ بن يعقوب الأيادي ، وأبا الحسين بن بشران ، وجماعة من طبقتهم ، وأنّه رحل إلى «الكوفة» وسمع بها من جناح بن نذير القاضي وطائفة ، وأنّه قصد مكة للحج وسمع بها من أبي عبد الله بن نظيف وخلق.
وتذكر ـ أيضا ـ أنّه رحل إلى بلاد الجبال (١) وخراسان ، ولكنها في كل ذلك لم تحدد زمن تلك الرحلات ، ولا الزمن الذي أمضاه في كلّ من المدن والنواحي التي زارها.
__________________
(١) قال ياقوت الحموي : «الجبل : اسم جامع للأعمال التي يقال لها : الجبال ، وهي ما بين أصبهان إلى زنجبار ، وقزوين وهمذان والدينور وقرسيسين والري» انظر «معجم البلدان» مادة : جبل.