المبحث الثالث
توثيق نسبته للمؤلف :
ليس من شك في صحة نسبة هذا الكتاب لمؤلفه أحمد بن الحسين البيهقيّ فذلك أمر مقطوع به لشهرة هذا الكتاب ، وللأدلة المتوافرة على ذلك ، ويأتي من تلك الأدلة ما يلي :
أولا : ما جاء على طرّة الكتاب من نسبته إلى مصنفه.
ثانيا : اتصال سند النسخة إلى المصنف. فجاء على طرّة النسخة إسناد صحيح متصل إلى المصنف من طريقين.
الأول : عن أبي الحسن المرادي ، عن عبد الجبار بن محمد البيهقيّ ، عن المصنف به.
والثاني : عن أبي الحسن المرادي ـ نفسه ـ عن عبد الله بن أحمد البيهقيّ ، عن المصنف به.
وأبو الحسن المرادي هو : علي بن سليمان بن أحمد المراديّ ، القرطبيّ ، الشّقوريّ ، الشافعيّ ، ولد قبل الخمسمائة ، ومات سنة أربع وأربعين وخمسمائة وصفه الذهبي ب «العلامة ، الفقيه ، المحدث» ارتحل وطاف البلدان ، وأشادت كتب التراجم والسير برحلته إلى خراسان وتحصيله لكتب «البيهقي» عن تلاميذه ، حتى عوّل عليه فيها محدّث الشام ورفيقه في الطلب ابن عساكر الدمشقي (١).
وأمّا الراوي عن المصنّف في الطريق الأول فهو : أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد ، الخواريّ ، البيهقي ولد سنة خمس
__________________
(١) انظر : «الأنساب» (٧ / ٦٧) و «السير» (٢٠ / ١٨٧) و «طبقات السبكيّ» (٧ / ٢٢٤).