باب
ذكر البيان أن الله تبارك وتعالى عادل
في إضلال من شاء من عبيده حكيم في إنشائه
الكفر باطلا فاسدا قبيحا خلافا للإيمان
قال الله ـ عزوجل ـ : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١) وقال : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) (٢) فأخبر بأنه / يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، ثمّ أشار إلى المعنى الذي يوجب أن يكون ذلك عدلا منه فقال : (وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٣) يريد أنّكم المسئولون عمّا تعملون ثم بينه في آية أخرى فقال : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) (٤) فبين لذلك أنّه لا يجري عليه حكم غيره ويجري حكمه على غيره ، فغيره من المكلفين تحت حدّه ، فمن جاوز حدّه كان ظالما ، وليس هو تحت حدّ غيره حتى يكون لمجاوزته ظالما.
٣٥٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه ، أخبرنا إسماعيل بن إسحاق ، أنا محمد بن عبيد ، أنا حمّاد بن زيد ، عن حبيب بن الشهيد قال : سمعت إياس بن معاوية يقول : لم أخاصم بعقلي كلّه من أهل الأهواء غير أصحاب القدر قلت : أخبرني عن الظلم في كلام العرب ما هو قال : أن يأخذ الرجل ما ليس له. قلت : فإنّ الله له كلّ شيء.
__________________
(١) سورة النحل ، الآية رقم (٩٣).
(٢) سورة الأنبياء ، الآية رقم (٢٣).
(٣) سورة النحل ، الآية رقم (٩٣).
(٤) سورة الأنبياء ، الآية رقم (٢٣).