باب
ذكر البيان أنّ الله
ـ عزوجل ـ خلق الجنّة وخلق لها أهلا
خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم ، وهم كلّ من سبق في علمه سعادته ، ثم جرى القلم بها ، وأصابه النور الذي ألقاه عليهم ، وخرج في المسحة الأولى من ظهر آدم ، وأقر بالتوحيد طوعا حين أخذ منهم الميثاق ، وخلق النّار وخلق لها أهلا ، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم ، وهم كلّ من سبق في علمه شقاوته ، ثم جرى القلم بها ، وأخطأه النور ، وخرج في المسحة الأخرى من ظهر آدم ، وامتنع من الإقرار بالتوحيد أو أقرّ به كرها قال الله ـ عزوجل ـ : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) (١) وقال : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) (٢)
٧٠ ـ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا محمّد بن كثير ، أخبرنا سفيان ، عن طلحة بن يحيى ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : أتي النبيّ صلىاللهعليهوسلم بصبي من الأنصار يصلّي عليه قالت : قلت : يا رسول الله طوبى لهذا ؛ لم يعمل شرا ولم يدر به. قال : أو غير ذلك يا عائشة : إنّ الله ـ عزوجل ـ خلق الجنّة ، وخلق لها أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق النّار وخلق لها أهلا ، وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم».
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية رقم (١٧٩).
(٢) سورة هود ، الآية رقم (١١٨ ، ١١٩).