كثيرا ما نجد علماء أهل السنّة يذكرون أن أفعال العباد كسب لهم ؛ الأمر الذي قد يوقع في الالتباس أو الإيهام في ظل استخدام الأشاعرة نفس اللفظ للتعبير عن مذهبهم ، فما مراد أهل السنّة بالكسب؟
يقول شيخ الإسلام ـ ابن تيميّة ـ رحمهالله ـ :
«الكسب هو الفعل الذي يعود على فاعله بنفع أو ضر ، كما قال تعالى : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) فبين سبحانه أن كسب النفس لها أو عليها ، والناس يقولون : فلان كسب مالا أو حمدا أو شرفا كما أنه ينتفع بذلك ، ولما كان العباد يكملون بأفعالهم ويصلحون بها ، إذ كانوا في أول الخلق خلقوا ناقصين صح إثبات السبب ، إذ كمالهم وصلاحهم عن أفعالهم ، والله سبحانه وتعالى فعله وصنعه عن كماله وجلاله ، فأفعاله عن أسمائه وصفاته ومشتقة منها ، كما قال سبحانه وتعالى : «أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي» والعبد أسماؤه وصفاته عن أفعاله فيحدث له اسم العالم والكامل بعد حدوث العلم والكمال فيه» (١).
__________________
(١) «مجموع الفتاوى» (٨ / ٣٨٧).