وصول العذاب إليهم» وقال صلىاللهعليهوسلم «لا يموتن أحد منكم إلا آذنتموني حتى أصلي عليه ، فإن الله جاعل بصلاتي عليه بركة ورحمة».
فالله سبحانه هو الذي يجعل الرحمة ، وذلك إنّما يجعله بصلاة نبينا صلىاللهعليهوسلم (١).
وقال في موضع آخر : «الذي عليه السلف وأتباعهم وأئمة أهل السنّة وجمهور أهل الإسلام المثبتون للقدر ، المخالفون للمعتزلة : إثبات الأسباب ، وأن قدرة العبد مع فعله لها تأثير كتأثير سائر الأسباب في مسبباتها ، والله تعالى ـ خلق الأسباب والمسببات والأسباب ليست مستقلة بالمسببات ، بل لا بد لها من أسباب أخر تعاونها ، ولها مع ذلك أضداد تمانعها ، والمسبب لا يكون حتى يخلق الله جميع أسبابه ، ويدفع عنه أضداده المعارضة له وهو ـ سبحانه ـ يخلق جميع ذلك بمشيئته وقدرته ، كما يخلق سائر المخلوقات ، فقدرة العبد سبب من الأسباب ، وفعل العبد لا يكون بها وحدها ، بل لا بد من الإرادة الجازمة مع القدرة ، وإذا أريد بالقدرة القوة القائمة بالأسباب ، فلا بد من إزالة الموانع كإزالة القيد والحبس ونحو ذلك ، والصد عن السبيل كالعدو وغيره» (٢).
المسألة الثالثة :
ما المراد بالكسب عند أهل السنّة والجماعة؟
__________________
(١) «مجموع الفتاوى» (٨ / ٣٨٩ ، ٣٩٠).
(٢) «مجموع الفتاوى» (ص ٤٨٧ ، ٤٨٨). وانظر في مسألة : خلق أفعال العباد. «مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمهالله ـ ٨٠ / ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢٠ ، ١٢٤ ، ١٣٤ ، ٣٨٧ ، ٤٠٣ ، ٤٠٧ ، ٤٦٧ ، ٤٦٨ ، ٤٨٧) و «منهاج السنّة» (١ / ٣٢٣) و «درء تعارض العقل والنقل» (١ / ٨٢ ـ ٨٤) (٤ / ٦٥) (٦ / ٤٩) (٧ / ٢٤٧ ، ٢٤٨) (٩ / ١٦٧) و (١٠ / ١١٤ ، ١١٥) و «أقوم ما قيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل» ضمن مجموع الفتاوى (٨ / ١٢٨ ، ١٣٦ ، ١٣٧) و «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» للعلامة ابن قيم الجوزية. وما كتبه الأستاذ : عبد الرحمن بن صالح المحمود ـ وفقه الله ـ في كتابيه «القضاء والقدر» و «منهج شيخ الإسلام في الرد على الأشاعرة» ومنهما استفدنا.