آدم فنظر إليهم ، فرأى فيهم الغنيّ والفقير وحسن الصورة وغير ذلك ، فقال : ربّ لو سوّيت بين عبادك فقال : إنّي أحبّ أن أشكر ، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج ، وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة فذلك قوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) (١) الآية وهو قوله : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) (٢) وذلك قوله : (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) (٣) وقوله : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) (٤) وهو قوله : (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ) (٥) كان في علمه يوم أقرّوا بما أقرّوا به من يكذّب به ومن يصدق به.
٦٧ ـ أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا جعفر بن عون ، أخبرنا عبد الرحمن ـ يعني بن عبد الله ـ عن علي بن بذيمة عن [سعيد] (٦) بن جبير ، عن ابن عباس (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) (٧) الآية قال : خلق الله آدم فأخذ ميثاقه أنّه ربه وكتب أجله ورزقه ومصائبه ، ثم أخرج من ظهره كالذر ، فأخذ ميثاقهم أنّه ربهم ، وكتب أجلهم وأرزاقهم ومصائبهم.
٦٨ ـ أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي ، حدّثنا عثمان بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) (٨) قال : إنّ الله ـ عز
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية رقم (٧).
(٢) سورة الروم ، الآية رقم (٣٠).
(٣) سورة النجم ، الآية رقم (٥٦).
(٤) سورة الأعراف ، الآية رقم (١٠٣).
(٥) سورة يونس ، الآية رقم (٧٤).
(٦) في الأصل [نصير] والصحيح ما أثبت كما في «جامع البيان» للطبري (١٣ / ٢٣٨).
(٧) سورة الأعراف ، الآية رقم (١٧٣).
(٨) سورة الأعراف ، الآية رقم (١٧٣).