* * *
وله من قصيدة :
أعداوة كانت ومن عجب الهوى |
|
إن يصطفي فيه العدو حبيبا |
أم وصلة صرفت فعادت هجرة |
|
إن عاد ريعان الشباب مشيبا |
أرأيته من بعد حفل فاحم |
|
جون المفارق بالنهار خضيبا |
فعجبت من حالين خالف منهما |
|
ريب الزمان وما رأيت عجيبا |
إن الزمان إذا تتابع خطوه |
|
سبق الطلوب وأدرك المطلوبا |
أراد بقوله (جون المفارق) أي هو أبيض المفارق ، ولهذا قال : بالنهار خضيبا.
* * *
وله من قصيدة :
رأت فلنأت الشيب فابتسمت لها |
|
وقالت نجوم لو طلعن بأسعد |
أعاتك ما كان الشباب مقربي |
|
إليك فألحي الشيب إذ كان مسعدي |
تزيدين هجرا كلما ازددت لوعة |
|
طلابا لأن أردى فها أنا ذا رد |
متى أدرك العيش الذي فات آنفا |
|
إذا كان يومي فيك أحسن من غدي |
ووجدت الآمدي يقول هاهنا بعد استحسانه هذه الأبيات : وهي لعمري في غاية الحلاوة والطلاوة ، وإن معنى تبسمت أنها استهزأت. قال : وبهذا جرت عادة النساء أن يضحكن من الشيب ويستهزئن لا أن يبكين كما قال أبو تمام ولم يقنع إلا ببكاء الدم.
وهذه عصبية شديدة من الآمدي على أبي تمام وغمط لمحاسنه ، والنساء قد يستهزئن تارة بالشيب ويبكين أخرى لحوله على حسب أحوالهن مع ذي الشيب ،