ولي وهي قطعة مفردة :
تقاسم الليل والإصباح بينهما |
|
عمرى فمن حاصد طورا ومزدرعى |
اعطى نهاري وليلى شبه صبغهما |
|
فنسج أيدي الدجى ثم الضحى خلعى |
لليل سودى وللصبح المنير إذا |
|
أجلاه شيبى فلومي فيه أو قدعى |
فنوبة الليل قد ولت كما نزلت |
|
فأصبح من هذا المشيب معى |
هذه الأبيات متضمنة لمعنى غريب ، لأن هذا القسم والتوزيع على الليل والنهار من الشيب والشباب شبههما ونظيرهما ما وجدته الى الان على هذا الترتيب في شيء من الشعر المأثور.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
إن عاقب الشيب السواد بمفرقى |
|
فالليل يتلوه الصباح الواضح |
من اخطأته وقد رمت قوس الردى |
|
يبيض منه مفارق ومسانح |
لو كان لليل البهيم فضيلة |
|
لم تدن منه مقابس ومصابح |
البيض للعينين وجه ضاحك |
|
والسود للعينين وجه كالح |
وأشد من جدع الجياد إذا جرت |
|
جريا واصبرهن نهد فارح |
والبزل تغتال الطريق سليمة |
|
وعلى الطريق من البكار طلائح |
قد جمعت هذه الأبيات من الاعتذار للشيب والتسلية عنه من غريب بديع غير مبتذل وبين معروف معهود ، كأنه لحسن موقعه وعذوبة لفظه غير معروف ولا معهود والتأمل لذلك حكم عدل فيه. فمعنى البيت الثالث هو الذي ليس بمطروق.
وأدل دليل على أن السواد البهيم ليس بفضيلة للاستضاءة فيه بالمقابس والمصابيح وهذا تعلل وتمحل وان كان من مليح ما تمحل ، لأن الليل لا تتم الأغراض فيه الا