أو أثر شيء يلائمه في نفسه ما وجد إليه سبيلا كالجمادات والنباتات مما ليست آثاره وأفعاله مستندة إلى الإرادة بحسب الظاهر وهذا ناموس الاستخدام والتوسيط ثم يتنبه بمثله فيما لسائر افراد نوعه من الأفعال الإرادية بتوسيطه بينه وبين أفعاله وهذا الأمر بالضرورة شك إلى اعتبار نسبة الوجوب والإيجاب التي كان أدركها أو لا بين نفسه وافعال نفسه إذ كانت دائرة بين الإرادة والآلة المطيعة فهو في هذا التوسيط ينزل المأمور الّذي وسطه منزلة ما يتعلق به إرادته من أدواته وقواه الغير الخارجة عن نفسه فهو بالأمر يجعل إرادة نفسه متعلقة بفعل الغير على حد ما يتعلق بفعل نفسه بصفة التأثير فهو اعتبار تعلق الإرادة بفعل المأمور به فالامر يدل على إنشاء إرادة الفعل وطلبه من المأمور أي إيجاد الإرادة والطلب اعتبارا فافهم.
نعم يعتبر العقلاء أمورا محبوبة أو مبغوضة فيتعلق بالأمر وجودا أو عدما لتحكيم عقد الاعتبار وتشييد أساسه وهي التي تسمى بالمثوبة والعقوبة.
ومن هنا يظهر فساد ما قيل وقواه شيخنا الأستاذ (رض) في الحاشية ان مدلول الأمر هو البعث الإنشائي وهو غير الطلب والإرادة جميعا قال في تقريبه ان الوجدان يشهد بذلك فان المريد لفعل الغير كما انه قد يحركه ويحمله عليه تحريكا حقيقيا وحملا واقعيا فيكون المراد ملحوظا بالاستقلال والتحريك الّذي هو آله إيجاده خارجا