فكانت داخلة تحت مقولة هف فهي موجودة بوجود النّفس من غير ماهية لها في نفسها فهي من أطوار النّفس غير الخارجة عنها.
ثم انها غير منتزعة عن الوجود بما هو وجود أعني المطلق بل من الوجود بما هو فاعل ولا بما هو فاعل فقط بل بما هو فاعل له علم بفعله ولا بما له علم بفعله فقط بل بما هو ان فعله موافق لذاته بما هو عالم فالإرادة حيثية اقتضاء الفاعل العالم بما هو عالم لفعله الملائم لذاته هذا.
ثم ان نظير البرهان قائم في العلم والقدرة والحب وساير ما يعد من الكيفيات النفسانيّة فجميعها حيثيات نفسانية غير خارجة عنها بنحو الانضمام وان كانت بينها توقف ما أو ترتب ما كالإرادة تتوقف على العلم إذ لا مانع من توقف بعض الحيثيات الذاتيّة على بعض في عين انها متحدة في الذات الجامعة لها كما برهن على نظيره في حياة الواجب تعالى وقدرته وعلمه هذا.
فان قلت لازم جميع ما مر كون الإرادة عن الوجودات الرابطة نظير المعاني فلا تكون صفة كما يقضى به الضرورة.
قلت فرق بين المعاني الوصفية المنتزعة من الماهيات أو من الوجودات والقسم الأول تنافي الوجودات الرابطة دون الثاني وليطلب أزيد من هذا من مظانه.
ومن هنا يظهر ان في كلامه رحمهالله مثل كلام غيره في المقام مواقع للنظر.