واما بالنسبة إلى إرادة فعل العبد مثلا فلا إرادة في النّفس تتعلق بفعل الغير بل انما هي إرادة الإنشائية وتسميتها إرادة متعلقة بفعل الغير مجاز أو مسامحة لمكان التلبس الواقع بين الأمر والمأمور به.
وبه يتبين ان القول بتعلق الإرادة بفعل المأمور به مسامحة أو خطأ ناش من الاتحاد المتوهم بين الأمر والمأمور به وذلك ان الإرادة حيثية حقيقية رابطة بين الذات المريدة وفعلها القائم بها واما النّفس وفعل غيرها فلا رابطة بينهما حتى يتوسط بينها حيثية الإرادة فالإرادة المتعلقة بفعل المأمور توهما متعلقة بالحقيقة بامره بالفعل فتسند إلى نفس الفعل مجازا أو ان إرادة الأمر لتعلقها بفعل ما له مرتبط بفعل المأمور تعد متعلقة بنفس فعل المأمور تجوزا كما يقال أردت الخبز وانما أراد أكله وهذا النحو من الإسناد أو النسبة كثير الدوران في الاستعمال.
قوله وكذا الحال في الصيغ الإنشائية والجمل الخبرية انتهى :
فيه عطف الكلام على الكلام النفسيّ الّذي قال به الأشاعرة ونفاه المعتزلة والمتكلمون من الإمامية ومحصل الكلام فيه ان القدماء من مشايخ الأشاعرة ذهبوا إلى ان القرآن قديم غير مخلوق لكونه كلامه سبحانه وإذ كان الكلام على ما يتلقاه العرف جملا مؤلفة من الحروف التي هي من الكيفيات المسموعة التي هي حادثة زمانية بالضرورة وجهه المتكلمون منهم بان الكلام انما يصير كلاما بالمعنى