الّذي يدل عليه فالمعنى هو الكلام في الحقيقة ومن الضروري ان الكلام قائم بنفس المتكلم فالكلام في الحقيقة هو المعنى القائم بنفس المتكلم المدلول عليه بالكلام اللفظي فكلامه سبحانه هو معنى القرآن القائم بنفسه تعالى فلا يتصف بالخلق والحدوث وإلا لزم صيرورة ذات الواجب تعالى محلا للتغير وهو محال.
وأجاب عنه النافون بان الكلام اما إنشاء أو اخبار ولا نجد في الإنشاء من الأمر والنهي غير إنشاء الطلب وفي الاخبار غير العلم بالوجدان فلو كان المراد بالكلام النفسيّ هو العلم كان النزاع في التسمية فيعود لغوا وان كان غير العلم فلا شيء غيره يصلح ان يكون كلاما نفسيا مدلولا عليه بالكلام اللفظي فلا كلام الا اللفظي وهو حادث مخلوق بالضرورة هذا.
وقد ذكره شيخنا الأستاذ (قده) في الحاشية ان دليل الأشاعرة ينحل إلى مقدمتين.
إحداهما ان في النّفس غير الصفات المعروفة من العلم والإرادة والحب والشوق صفة أخرى هي المسماة بالكلام النفسيّ.
والثانية انها مدلول عليها بالكلام اللفظي وأولى المقدمتين حق دون الثانية بيان ذلك ان الصورة الذهنية لها قيام بالنفس قياما ناعتيا قيام الوصف بموضوعه فهي بهذا الاعتبار من أوصافها وكيفية لها كسائر الكيفيات النفسانيّة وقيام بها قياما صدوريا من قبيل قيام المعلول بعلته و