قوله ان قلت إذا كان الكفر والعصيان إلخ.
إشكال ناش عن قوله فإذا توافقتا فلا بد من الإطاعة والإيمان وإذا تخالفتا فلا محيص من ان يختار الكفر والعصيان انتهى.
حيث ان مقتضاه ان الكفر والإيمان ضروري الوقوع فوقع الإشكال بان ضرورة الوقوع تنافي الاختيار المشروطة به صحة التكليف وبالجملة تعلق الإرادة الإلهية بالفعل الغير المنفك عنه لا يجامع صحة التكليف.
والجواب ان الفعل إرادي واختياري بالذات والإرادة الإلهية انما تعلقت به من حيث انه إرادي أي به مع مقدماتها الاختيارية فلو خرج به عن الاختيارية لزم تخلف الإرادة عن المراد من هذه الجهة وبعبارة أخرى لا نعنى بالفعل الاختياري الا ما كان صدوره عن إرادة والإشكال انما يتم لو كان تعلقها بالفعل نفسه واما إذا فرض تعلقها بالفعل الصادر عن إرادة من حيث هو كذلك لم يخرج الفعل عن الاختيارية إذ المفروض تعلقها به من حيث هو كذلك.
أقول والّذي ينبغي ان يقال في المقام هو انا إذا تصفحنا الأفعال الصادرة عن فواعلها من قبيل ثقل الحجر وطاب الماء وأحرقت النار وقطع السيف ومن قبيل أكل زيد وقام عمرو وقتل بكر ورمى بنفسه في البئر فسقط فيها وجدنا على الإجمال فرقا بين القبيلتين كان القبيل الثاني يزيد على الأول باقتران الفاعل أو الفعل بأمر مفقود في القبيل