بالجوهر وكونه لباسا للجوهر وتلبس الجوهر به ، والملحوظ كذلك في الأعراض هو المشتقات فإن المشتقات حاكية عن أعراض منتسبة الى الجواهر ولباسا لها.
الثالث : أنّ الواضع يلاحظ العرض لكن يكون ملحوظه حيث اندكاكه في الجوهر وتلبس الجوهر به ، لكن مع ذلك جرّده عن هذا الحيث بمعنى أنّه ولو رآه مندكا في الغير ولباسا للجوهر لكن هو في حين اللحاظ جرّده عن هذه الجهة ، وهذا معنى التجريد.
وهذا القسم غير القسمين الأوّل والثاني ، لأنّ في الأوّل يلاحظ العرض مستقلّا في قبال الجوهر وبحياله ، وفي هذا القسم ليس كذلك ، بل يراه مندكا في الغير ، وكذلك في الثاني لاحظ العرض حيث تلبسه بالجوهر وكونه لباسا له فهو ملحوظ له حين اللحاظ.
بخلاف هذا القسم فإنّه حين اللحاظ جرّده عن حيث كونه لباسا للجوهر.
فالفرق بين الأقسام واضح وما كان من قبيل القسم الثالث هو مادة المصدر الملحوظ الذي وضع له لفظ المصدر ـ أعني هيئة المصدر ـ فهذا المعنى الملحوظ هو الذي نعبر عنه بالمبدإ فمبدأ جميع المشتقات هو العرض الذي يكون منتسبا الى الجوهر. والحال أنّ في حال اللحاظ لم يلاحظ الواضع حيث انتسابه للجوهر وجرّده من هذا الحيث ، فهذا المعنى هو المبدأ ومادة الاشتقاق ، فإذا لاحظ الواضع العرض بهذا النحو وأراد أن يلقى ملحوظة في الخارج لا بدّ من تفهيم مراده بوسيلة الهيئة وهو وإن أمكن له القاء هذا الملحوظ بوسيلة كلّ هيئة ولكن تشبّث بما هو أخفّ مئونة من سائر الهيئات فأوّل هيئة التي ألقى الواضع بمئونته ووسيلته هذا المعنى المصدري ـ أعني المادّة ـ هو هيئة المصدر ، لأنّ هذه الهيئة أخفّ مئونة من هيئة سائر المشتقات فمادة المصدر ـ أعني المعنى المصدري ـ هو المبدأ ومادة الاشتقاق.
ثم بعد ذلك حيث كانت نسبة الأعراض بالجواهر على أنحاء مختلفة ويكون