توضيح الاندفاع : إنّ المحرّم ، وهو الطّرح في مقام العمل ، غير متحقّق.
والواجب في مقام التديّن الالتزام بحكم الله على ما هو عليه في الواقع ، وهو أيضا متحقق في الواقع ،
______________________________________________________
المردد بين الحكمين ، ولذلك نرى انّ الاجماع قام على حرمة طرح القولين واحداث القول الثالث ، معللين له : بانّه طرح لحكم الله الواقعي ، وهذه العلة شاملة لما نحن فيه أيضا ، لأنه إذا دار الأمر بين الوجوب والحرمة وقلنا بالاباحة ، كان معنى ذلك : انا طرحنا الحكمين وأخذنا بحكم ثالث.
(توضيح الاندفاع) للاشكال الرابع يتم ببيان ثلاثة أمور :
الأوّل : طرح حكم الله الواقعي في مقام العمل وهذا غير معقول ، لأنّه أمّا فاعل وامّا تارك ، واحدهما مطابق للواقع ، فلم يكن طرح لحكم الله الواقعي عملا.
الثاني : الالتزام بحكم الله الواقعي وهو موجود ، لأنّه ملتزم قلبا بما هو حكم الله سبحانه وان كان لا يعرف هل انّه الوجوب أو انّه الحرمة.
الثالث : الالتزام بأحد المحتملين ، مثل ان يلتزم بأنه واجب ، أو يلتزم بأنه حرام ، وهذا لا دليل عليه ، فاين الاشكال الذي ذكرتم بأن الاباحة طرح لحكم الله؟.
والى بيان الأمر الأوّل أشار بقوله : (ان المحرّم وهو الطّرح في مقام العمل ، غير متحقّق) إذ الانسان امّا يختار الترك فيوافق الحرمة ، أو يختار الفعل فيوافق الوجوب ، وليس هذا طرحا ، وانّما يتحقق الطرح فيما اذا كان هناك ثلاثة وجوه فيطرح وجهين ويأخذ بالوجه الثالث ، والحال ان في المقام ليس الّا وجهان متقابلان فقط.
والى بيان الامر الثاني اشار بقوله : (والواجب في مقام التديّن) هو (: الالتزام بحكم الله على ما هو عليه في الواقع ، وهو أيضا متحقّق في الواقع) لانّه يلتزم