الحسنات اجتناب السيئات».
ولأنّ إفضاء الحرمة إلى مقصودها أتمّ من إفضاء الوجوب إلى مقصوده ، لأنّ مقصود الحرمة يتأتى بالترك ، سواء كان مع قصد ام غفلة ، بخلاف فعل الواجب» ،
______________________________________________________
الحسنات» (١) ، وقوله عليهالسلام : «افضل من اكتساب الحسنات اجتناب السّيئات» (٢)) فاذا علم ان في ذهابه الى بيت زيد لصلة الرّحم الواجب ـ مثلا ـ انه سوف يبتلى بالزنا هناك ، كان ترك الذهاب لاجتناب سيئة الزنا أولى من الذهاب لاكتساب حسنة صلة الرحم.
(و) الرابع : ما أشار اليه بقوله : (لأن إفضاء الحرمة إلى مقصودها) وهو الترك (أتم من افضاء الوجوب إلى مقصوده) والفعل ، اذ المقصود من التحريم هو الترك ، والمقصود من الايجاب هو الفعل ، والأوّل سهل الحصول بخلاف الثاني.
وانّما يكون أتم (لأنّ مقصود الحرمة يتأتّى بالترك) مطلقا (سواء كان مع قصد أم غفلة) في نوم أم في يقظة (بخلاف فعل الواجب) (٣) فانّه يحتاج إلى الالتفات والقصد ، فترك الزنا ـ مثلا ـ يمكن أن يكون عن علم وعمد وقدرة لانه يخاف الله تعالى ، ويمكن أن يكون عن غفلة أو شغل ، أو مانع منه ، كما اذا لم يعلم بأنّ هناك امرأة أو لانه مشغول عنها أو لأن نهرا أو جبلا حائل بينهما ، أو ما اشبه ذلك ، أما فعل النكاح ـ مثلا ـ فلا يقع إلّا من عالم عامد قاصد خال عن الموانع.
ولا يخفى : انّ صورة القياس تكون هكذا : افضاء الحرمة أتم من افضاء الوجوب ، وكل ما كان أتم كان مقدّما في مورد دوران الأمر بينهما ، لأنّ العقلاء
__________________
(١) ـ غرر الحكم : ص ٨١ ح ١٥٥٩.
(٢) ـ غرر الحكم : ص ١٩٦ ح ٢٢٥.
(٣) ـ النهاية : مخطوط.