وهو يتصدق منه ، ويصل قرابته ، ويحج ، ليغفر له ما اكتسب ، ويقول : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) فقال عليهالسلام : إنّ الخطيئة لا تكفّر الخطيئة ، وإنّ الحسنة تحبط الخطيئة ، ثم قال : ان كان خلط الحرام حلالا فاختلطا جميعا فلم يعرف الحرام من الحلال ، فلا بأس».
______________________________________________________
وقد حصل هذا الرجل على بعض تلك الاموال (وهو يتصدق منه ، ويصل قرابته ، ويحج ، ليغفر له ما اكتسب) من تلك الأموال (ويقول : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ)) (١) كما في الآية الكريمة ، فانّه حيث حصل على اموال حصلت عن طريق غير مشروع فهي سيئة بل سيئات ، والتصدق ، وصلة الرحم ، والحج ، حسنات ، فهذه الحسنات تسبب ذهاب تلك السيئات ، فهل هذا صحيح يا بن رسول الله؟ (فقال عليهالسلام : إنّ) التصرف في هذا المال بنفسه أيضا حرام ، فقد عمل هذا الرجل حرامين : حرام الاكتساب ، وحرام الانفاق ، لأنه لا يجوز للإنسان أن ينفق ما اكتسبه من الباطل ، فان (الخطيئة لا تكفّر الخطيئة) أي : ان الخطيئة لا تسبب ذهاب الخطيئة (وانّ الحسنة تحبط الخطيئة) فالصلاة ، والصوم والحج ، والانفاق من مال الحلال ، يسبب ذهاب سيئات الانسان حسب هذه الآية المباركة وغيرها من الروايات ، اما انه يرتكب خطيئة ليكفّر بها خطيئة أخرى فذلك غير تام ، بل يكون عليه خطئيتان : خطيئة الأخذ وخطيئة العطاء.
(ثم قال) عليهالسلام (: ان كان) هذا الرجل (خلط الحرام حلالا فاختلطا جميعا فلم يعرف الحرام من الحلال ، فلا بأس») (٢) بتصرفه في بعض تلك الأموال ، كما إذا
__________________
(١) ـ سورة هود : الآية ١١٤.
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٨٨ ب ٤ ح ٢٢٠٥١ ، الكافي (فروع) : ج ٥ ص ١٢٦ ح ٩ (بالمعنى) ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ٣٦٩ ب ٢٢ ح ١٨٩ (بالمعنى) ، مستطرفات السرائر : ص ٥٨٩ (بالمعنى).