.................................................................................................
______________________________________________________
التكليف وبما ان التكليف لم يتعلق بذات الفعل على الاطلاق وانما تعلق بايقاعه فى زمان خاص فعلم من ذلك ان للزمان دخلا فى ملاكه وإلّا فلا مقتضى لاخذه فى موضوعه وعليه فبطبيعة الحال يكون مشروطا به غاية الامر على نحو الشرط المتاخر الخ والجواب عنه قال استادنا الآملي فى الجمع ج ١ ص ١٧٠ ان المقام لا يكون من الشرط المتاخر فى شىء بل طور التكليف يكون بنحو ان المولى اذا اذعن ان العمل الفلانى يصير المكلف قادرا عليه فى ظرفه يبعثه نحو ذاك العمل ويقدر على بعض انحاء وجوده مثل الاقدام على المقدمات فى هذا الحين وعلى ذى المقدمة فيما سيأتى فانه لو كان هذا اشكالا فيجب ان يقال بان الشخص فى اول آنات شروعه فى الصلاة مثلا لا يكون له القدرة على اتيان السلام فى الآن الآخر لان الزمانى يتوقف على مجيء زمانه فحيث لم يمكن ان ياتى الآن الثانى فى الآن الاول فيلزم ان يقال لا قدرة عليها من اصلها مع انه كما ترى لا وجه له اصلا واما القول بان الامر بكل جزء يكون عند القدرة عليه فائضا لا وجه له لان الامر يكون على المجموع من الاول الخ لما مر مرارا ان الخارج ظرف السقوط لا الثبوت وكفاية القدرة فى ظرفه فالوجوب غير مشروط بشىء لا المتاخر ولا المقارن بل الفعل مقيد به ودخيل فى فعلية المصلحة لا اصل الملاك كما فى الشرط المتاخر فان الشرط ولو من جهة الإضافة دخيل فى اصل الاتصاف بالمصلحة ، قال فى الكفاية ج ١ ص ١٦١ ثم انه ربما حكى عن بعض اهل النظر من اهل العصر ـ اى المحقق النهاوندى فى تشريح الاصول ـ اشكال فى الواجب المعلّق وهو ان الطلب والايجاب انما يكون بازاء الارادة المحركة للعضلات نحو المراد فكما لا يكاد يكون الارادة منفكة عن المراد ـ اى فى الارادة التكوينية ـ فليكن الايجاب غير منفك عما تتعلق به ـ اى فى الارادة التشريعية ـ فكيف يتعلق بامر استقبالى فلا يكاد يصح الطلب والبعث فعلا نحو امر متاخر ، فيه ان الارادة تتعلق بامر متاخر استقبالى كما تتعلق بامر حالى وهو اوضح من ان يخفى على عاقل فضلا عن فاضل ضرورة ان تحمل المشاق فى تحصيل المقدمات فيما اذا كان المقصود بعيدة المسافة وكثيرة المئونة ليس إلّا لاجل تعلق ارادته به وكونه مريدا له قاصدا ايّاه لا يكاد يحمله على التحمل الا ذلك ولعلّ الذى اوقعه فى الغلط ما قرع سمعه من تعريف الارادة بالشوق المؤكد المحرك للعضلات نحو المراد وتوهم ان تحريكها نحو المتاخر