.................................................................................................
______________________________________________________
ـ لا يقتضي إراءة معنى صالح للصدق على القليل والكثير ولا معنى مضيق غير صالح بل يجتمع مع كل منهما على وجه يفيد اللفظ نفس الذات مبهمة فى ضمن احدى الصور الذهنية التى منها صورتها فاقدة عن جميع الحيثيات ومنها صورتها متقيدة باحد القيود المانع عن الصدق المزبور وانما تكون استفادة مثل هذه الخصوصيات بدال آخر مثل مقدمات الحكمة او لفظ آخر دال على تقييدها باحد القيود وهذا هو معنى قولهم بان اللفظ موضوع عند السلطان للماهية المبهمة العارية عن حيثية السعة والضيق بمعنى عرائها عنهما فى مقام وضع اللفظ لها لا عرائها عنهما ذهنا كيف وقد عرفت بان صور الماهية فى الذهن اما ان تكون مجردة عن جميع الحيثيات ومحدودة بحد الفقدان عن جميع التقييدات فهى الموسعة محضا من دون قابليتها للضيق واما ان تكون صورتها فى الذهن مقرونة باحد القيود فتكون مضيقة من دون صلاحيتها للتوسعة من دون تصوير مفهوم آخر فى الذهن فاقد عن الخصوصيتين وعار عن الحيثيتين مع انه لو كانت له صورة ثالثة مباينة مع هذه الصور ذهنا فكيف يكون استعمال المطلق فى مورد ارادة هذه الصور حقيقة بداهة ان مدار الحقيقة والمجاز فى الاستعمالات على وحدة الصور الذهنية بلا اعتناء فيها الى وحدة الذات او وحدة الوجود خارجا فمثل ذلك برهان قطعى على ان مدلول اللفظ فى الذهن نحو معنى يناسب مع جميع الصور وليس ذلك الّا ما هو المحفوظ فى ضمن جميع الاعتبارات والحدود الذهنية بلا استقلال لنفسه فى الذهن بحد وخصوصية مستقلة ولذا سمى بالمبهمة نظرا الى كونه فى الذهن متحققا بلا حد لنفس المعنى مستقلا بلا محدود بحدود زائدة عن حيز الوضع والاختصاص.