.................................................................................................
______________________________________________________
ـ حال المتكلم فى المشى على طبق ما اقتضته الجبلة الاولية والفطرة الارتكازية ـ فانه لا اشكال فى ان الجبلة والفطرة فى كل متكلم بكلام به التخاطب تقتضى كونه بصدد ابراز تمام مرامه الواقعى بمدلول لفظه الملقى الى المخاطب على نحو كان مدلول لفظه تمام مراده بوصف التمامية ـ اى النحو الثانى المتقدم ذكره اخيرا فان ذلك ـ اى النحو الاول ايضا ـ كله وان امكن فى نفسه حيث لا محذور فى ذكر المتكلم جزء مرامه بهذا الكلام وجزئه الآخر بكلام منفصل آخر فيما بعد وبعبارة اخرى لا محذور فى كينونة المتكلم فى بيان تمام مرامه لكن باعم من هذا الكلام وكلام آخر فيما بعد الّا انه خلاف ما تقتضيه الجبلة الاولية والارتكاز الفطرى وعلى ذلك فاذا كان الظاهر من حال المتكلم كونه على طبق تلك الجبلة من كونه بصدد بيان تمام مراده بكلام به التخاطب فى قوله اعتق رقبة مثلا ولم يقم متصلا بكلامه ذلك ما يدل على اعتبار قيد فيها من الايمان او الكتابة او غيرها فلا جرم فى مثله الجبلة المسطورة تقتضى ظهور لفظه فى الاطلاق الكاشف عن كونه تمام المراد من دون احتياج فى ذلك الى التشبث باصالة عدم مجيء القيد فيما بعد بل نفس ظهور الحال يكفى فى اطلاق المرام وح ـ يلزمه التعارض بينه وبين ما فى القبال من المقيدات المنفصلة وعليه فلا فرق بين التقريبين من جهة انه على كل تقدير يستقر الظهور الاطلاقى للفظه ولا ينثلم ظهوره بقيام دليل منفصل فيما بعد على القيد سواء فيه على تفسير البيان باعطاء الحجة والظهور على المراد او تفسيره ببيان المرام الواقعى النفس الامرى بلفظ به التخاطب. فانه يقال بعد الفرق الواضح بين مسلك المشهور من وضع اللفظ للاطلاق كسائر الحقائق وبين مسلك السلطان قدسسره من حيث استتباع المقدّمة المزبورة ـ