واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك (١) من الخطوب ، ويشتبه عليك من الأمور ؛ فقد قال الله تعالى لقوم أحبّ إرشادهم : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (٢).
فالرّدّ إلى الله : الأخذ بمحكم كتابه.
والرّدّ إلى الرّسول : الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة.
أمر الإمام عليهالسلام مالكا بردّ ما اشتبه عليه من الامور الإدارية وغيرها من المسائل التي يبتلى بها هو والرعية إلى كتاب الله تعالى ففيه تبيان كلّ شيء وأمره بالرّد إلى السنّة النبوية الجامعة ، فقد تعرّضت لكلّ ما أشكل وأبهم.
٨ ـ قال عليهالسلام :
ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ، ممّن لا تضيق به الأمور ، ولا تمحّكه الخصوم (٣) ، ولا يتمادى في الزّلّة ، ولا يحصر (٤) من الفيء إلى الحقّ إذا عرفه ، ولا تشرف نفسه (٥) على طمع ، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه ؛ وأوقفهم في الشّبهات ، وآخذهم بالحجج ، وأقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم ، وأصبرهم على تكشّف الأمور ، وأصرمهم عند اتّضاح الحكم ، ممّن لا يزدهيه (٦) إطراء ، ولا يستميله
__________________
(١) يضلعك : أي ما يشكل عليك.
(٢) النساء : ٥٩.
(٣) تمحكه : أي لا تغضبه.
(٤) يحصر : أي يضيق صدره.
(٥) تشرف نفسه : أي لا تدنو نفسه.
(٦) يزدهيه : أي يستخفّه.