عن طاعة أولى الناس بالامرة ، وأقربهم بالخلافة ، وأقولهم بالحقّ ، وأهداهم سبيلا ، وأقربهم إلى رسوله وسيلة ، وأوفرهم فضيلة ، وتأمرني بالدخول في طاعتك ، طاعة أبعد الناس من هذا الأمر ، وأقولهم بالزور ، وأضلّهم سبيلا ، وأبعدهم من الله ورسوله وسيلة ، ولا ضالّين ولا مضلّين طاغوت من طواغيت إبليس ، وأمّا قولك معك أعنّة الخيل وأعداد الرجال لتشتغلنّ بنفسك حتى العدم (١).
وقطعت هذه الرسالة كلّ أمل في معاوية ، فراح يفتّش عن مكيدة اخرى لإقصاء قيس عن مصر ، فأذاع بين الشاميّين أنّ قيسا قد بايعه ، واختلق في ذلك كتابا ينعى فيه عثمان بن عفّان ، وأنّه لا يسعه مسالمة المتّهمين بقتله ...
وشاع بين أهل الشام أنّ قيسا قد بايع معاوية وأخلص له ، وبلغ ذلك الإمام عليهالسلام فشقّ عليه ذلك ، وأشار عليه عبد الله بن جعفر بعزل قيس ، فامتنع الإمام ، وتكرّرت الأحداث وإشاعة معاوية أنّ قيسا قد بايع معاوية فاضطرّ الإمام إلى عزله ، وولّى الزعيم مالك الأشتر مكانه ، وقيل محمّد بن أبي بكر.
__________________
(١) النجوم الزاهرة ١ : ١٠٠.