١ ـ أن يخفض للرعية جناحه ، فلا يتكبّر ، ولا يعلو عليهم ، بل يكون كأحدهم.
٢ ـ أن يلين للناس جانبيه فلا يظهر عليهم العظمة والكبرياء.
٣ ـ أن يبسط للجميع وجهه ، فلا يخصّ قوما ببسماته ويقبض وجهه مع قوم آخرين.
٤ ـ أن يساوي بين الناس حتى في اللحظة والنظرة ، وهذا هو منتهى العدل ...
ويستأنف الإمام في رسالته قائلا :
واعلموا عباد الله! أنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدّنيا وآجل الآخرة ، فشاركوا أهل الدّنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الدّنيا في آخرتهم ؛ سكنوا الدّنيا بأفضل ما سكنت ، وأكلوها بأفضل ما أكلت ، فحظوا من الدّنيا بما حظي به المترفون ، وأخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون ؛ ثمّ انقلبوا عنها بالزّاد المبلّغ ؛ والمتجر الرّابح. أصابوا لذّة زهد الدّنيا في دنياهم ، وتيقّنوا أنّهم جيران الله غدا في آخرتهم. لا تردّ لهم دعوة ، ولا ينقص لهم نصيب من لذّة.
فاحذروا عباد الله الموت وقربه ، وأعدّوا له عدّته ، فإنّه يأتي بأمر عظيم ، وخطب جليل ، بخير لا يكون معه شرّ أبدا ، أو شرّ لا يكون معه خير أبدا.
فمن أقرب إلى الجنّة من عاملها!
ومن أقرب إلى النّار من عاملها!
وأنتم طرداء الموت ، إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ،