قوله تعالى
(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) [الشورى : ٢٣]
روي عن السدي : أن الحسنة حب آل الرسول ، وأنها نزلت في أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ لمودته فيهم.
قال جار الله : والظاهر العموم إلا أنها لما وردت عقيب ذلك تناولت المودة تناولا أوليا ، وكان ذلك كالتابع ، وزيادة الحسنى المضاعفة.
وقيل : الثناء ، في الدنيا.
قوله تعالى
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ) [الشورى : ٢٥]
قال الحاكم : دلت على قبول التوبة من كل ذنب ، خلاف ما يقوله بعضهم أن القاتل لا توبة له ، والتوبة واجبة وهي الرجوع والإقلاع ، لكن ذلك لا يتم إلا بالندم على ما صدر في الماضي من فعل قبيح أو ترك واجب ، والعزم في المستقبل على أنه لا يعود إلى شيء مما تاب منه.
قال في الكشاف : وروى جابر أن أعرابيا دخل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : اللهم إني استغفرك وأتوب إليك وكبر ، ولما فرغ من صلاته قال له علي ـ رضوان الله عليه ـ : يا هذا إن سرعة اللسان بالاستغفار توبة الكاذبين ، وتوبتك هذه تحتاج إلى التوبة ، فقال : يا أمير المؤمنين وما التوبة؟ قال : اسم يقع على ستة معان ، على الماضي من الذنوب الندامة ، ولتضييع الفرائض الإعادة ، ورد المظالم ، وإذابة النفس في الطاعة كما ربيتها في المعصية ، وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذقتها حلاوة المعصية ، والبكاء بدل كل ضحك ضحكته ، فلعل ما ذكر من إذابة النفس والبكاء على سبيل التحرج ، وأن الخائف والنادم ينبغي أن يكون كذلك كما ورد في بكاء داود صلىاللهعليهوسلم وغيره.