أما لو قال : أنت عليّ كظهر أبي فليس بظهار ؛ لأنه ليس بمحل للاستمتاع فأشبه البهيمة.
وقال ابن القاسم : يكون ظهارا ، ووجه قول الإمام يحيى ومهذب الشافعي أن الجدات يطلق عليهن اسم الأمهات ، ولهن ولادة.
وأما بيان المشبه والمشبه به ، أما المشبه فقد جاءت الآية بتشبيه جملة الزوجة بظهر الأم ، فلو شبه بعض الزوجة نظر فإن ذكر جزءا مشاعا أو جزءا يعبر به عن الجملة كالرأس والرقبة والجسد فهذا كذكر الجملة يكون به مظاهرا ، وإن كان خلاف ذلك كاليد والشعر فعندنا ، ومالك ، والشافعي ، والثوري يكون مظاهرا.
وقال أبو حنيفة : لا يكون مظاهرا ، وجه كلامنا أن المعنى من الظهار في تشبيه الجملة حاصل في تشبيه البعض.
وأما إذا شبه بجملة الأم فقد تقدم أنه كناية.
وأما إذا بعّض الأم فبالظهر إجماع ، وأما غيره فقال أبو حنيفة : إن كان عضوا لا يجوز النظر إليه كالبطن والفرج كان مظاهرا وإلا فلا ، وعندنا والشافعي ومالك : يكون مظاهرا ؛ لأن فيها تشبيها للزوجة أو لبعضها ببعض الأم.
واختلفوا إذا قال : أنت كروح أمي فقيل : هو صريح ؛ لأنه يعبر به عن الجملة ، وذكره الإمام يحيى لأئمة العترة ، وأبي حنيفة.
وقيل : لا يكون صريحا ولا كناية ؛ لأنه ليس بعين ، المذهب أنه كالطلاق ، وهذا قول ابن أبي هريرة.
وقال المسعودي : يكون كناية ؛ لأنه يحتمل الكرامة ،
أما إذا شبه الأفعال المتعلقة بالزوجة من الاستمتاعات كأن يقول : جماعك ، أو وطؤك كأمي ، أو كظهر أمي ، أو كجماع أمي ، فإنه يكون