قوله تعالى
(عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً) [الممتحنة : ٧]
قيل : نزلت الآية حين عادى المؤمنون أقربائهم لنزول قوله تعالى : (لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ) [الممتحنة : ٣] فأنزل الله : (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً) وذلك الإسلام ، فتكون ثمرتها أن صلة الرحم من الكفار ساقطة.
قوله تعالى
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الممتحنة : ٨ ، ٩]
النزول
قيل : نزلت في قوم من خزاعة عاهدوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا يقاتلوه ، ولا يعينوا عليه عدوا.
وقيل : نزلت في حديث أسماء بنت أبي بكر لما قدمت عليها أمها من البادية ، وكان قد طلقها أبو بكر وهي قتيلة بنت عبد العزى وهي مشركة ومعها هدية ، فلم تقبلها ولم تأذن لها بالدخول ، فنزلت فأمرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تدخلها ، وتقبل منها ، وتكرمها ، وتحسن إليها.
وقيل : نزلت في قوم من قريش منهم العباس.
وثمرة الآية : جواز الإحسان إلى أهل الذمة دون أهل الحرب ، وذلك بالعطاء.
قال في (الروضة والغدير) : وذلك إجماع ، أما عطاء الذمي بصدقة