النزول
نزلت في عبد الله بن أبي في حرب بني المصطلق ، وذلك أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم غزا بني المصطلق لما بلغه أنهم مجمعون له ، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبيتهم على ماء لهم يقال له : المريسيع فقتل رسول الله من قتل ، وسبى نساءهم وأبناءهم ، ووقعت مشاجرة بين جهجاه بن سعيد وهو أجير لعمر ـ رضي الله عنه ـ يقود فرسه ، وبين سنان الجهني حليف لعبد الله بن أبيّ فلطم جهجاه سنانا وكان قد صرخ جهجاه بالمهاجرين ، وسنان بالأنصار فقال عبد الله بن أبي ما صحبنا محمدا إلّا لنلطم ، والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال : سمن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، يعني بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم قال لقومه : ما ذا فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، ثم قال : فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول محمد ، فسمع ذلك زيد بن أرقم وهو حدث فقال : أنت والله الذليل القليل ، ومحمد في عز من الرحمن وقوة من المسلمين ، فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : دعني أضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله ، فقال : «إذا ترعد أنف كثيرة بيثرب» (١) قال : فإن كرهت أن يقتله مهاجري فأمر به أنصاريا فقال : «كيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه» وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعبد الله بن أبي : «أنت صاحب الكلام ، فأنكر وحلف».
وذلك قوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) ولما أراد عبد الله أن يدخل المدينة ، اعترضه ابنه حباب ، وهو عبيد الله بن عبد الله غيّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) في المعجم الفقهي : الصحيح من السيرة ـ السيد جعفر مرتضى ج ١١ ص ٣٢٣ : فأخبره الخبر ، وعنده عمر بن الخطاب ، فقال عمر : دعني أضرب عنقه يا رسول الله!. فقال : إذن ترعد آنف كثيرة بيثرب.