وقوله تعالى : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَ)
قيل : إن الله سبحانه أراد إكرام زوجات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما اخترن الله ورسوله في آية التخيير أن جازاهن بأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يحل له غيرهن ، ولا أن يتبدل بهن غيرهن ، ويلزم من التعليل أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يحل له طلاقهن وهن التسع التي مات عنهن صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة بنت ابي بكر ، وحفصة بنت عمر ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وصفية بنت حيي الخيبرية ، وميمونة بنت الحارث الهلالية ، وزينب بنت جحش الأسدية ، وجويريه بنت الحارث المصطلقية.
وقيل : المراد لا يحل لك من الكتابيات اليهود والنصارى من بعد المسلمات ؛ لأن الكتابيات لا ينبغي أن يكن أمهات المؤمنين.
وقيل : لا تحل لك النساء من الإماء من بعد الحرائر.
وقوله تعالى : (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَ) لأن الجاهلية كانت عادتهم أن ينزل أحدهم عن زوجته للآخر على أن ينزل له عن زوجته.
قال في الكشاف : وحكي أن عيينة بن حصن دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده عائشة من غير استئذان فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أين الاستئذان»؟ فقال : ما استأذنت على رجل منذ أدركت ، ثم قال : من هذه الجميلة إلى جنبك؟ فقال : «هذه عائشة أم المؤمنين» قال عيينة : أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الله قد حرم ذلك» فلما خرج قالت عائشة : من هذا يا رسول الله؟ فقال : «أحمق مطاع ، وإنه على ما ترين لسيد قومه».
وعن عائشة : ما مات رسول الله حتى أحل له النساء ، تعني أن الآية قد نسخت ، ولا يخلو نسخها إما أن يكون بالسنة وإما بقوله تعالى : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ).