وترتيب النزول ليس على ترتيب المصحف ، أما التسري مع الزوجات فجائز له لقوله تعالى : (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ).
قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) [الأحزاب : ٥٣]
النزول
روي عن أنس وغيره أنها نزلت في وليمته في زينب بنت جحش ، وذلك لما بنى بها أمر أنسا أن يدعو بالناس وقد أولم بتمر وسويق وشاة ، فترادفوا أفواجا يأكل كل فوج فيخرج ، ثم يدخل فوج آخر إلى أن قال : يا رسول الله دعوت حتى لم أجد أحدا أدعوه ، فقال : «ارفعوا طعامكم» وتفرق الناس وبقي ثلاثة نفر يتحدثون فأطالوا فقام صلىاللهعليهوآلهوسلم ليخرجوا فانطلق إلى حجرة عائشة فقال : «السّلام عليكم أهل البيت» فقالوا : وعليك السّلام يا رسول الله ، كيف وجدت أهلك؟ فطاف الحجرات فسلم عليهنّ ودعون له ورجع فإذا الثلاثة جلوس يتحدثون ، وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم شديد الحياء فتولى ، فلما رأوه موليا خرجوا فرجع ونزلت.
وقيل : كان هذه في بيت أم سلمة دخل عليه جماعة فأكلوا وأطالوا الجلوس والحديث ، فتأذى بهم صلىاللهعليهوآلهوسلم واستحيا أن يأمرهم بالخروج فنزلت ، عن قتادة ومقاتل.
وقيل : في أناس كانوا يدخلون عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل الطعام ويجلسون حتى يدرك فتأذى بهم ، فنزلت.