والاستعارة والتعريض والرموز ، والظاهر والمأول والكنايات الظاهر والكناية الحقيقية فالعلم بها أخفى من العلم بالصبر.
قال ابن عرفة : وفيه سؤال : وهو أن قوله تعالى : (ولنبلو) معطوف على (لَنَبْلُوَنَّكُمْ) أو على قوله تعالى : (حَتَّى نَعْلَمَ) وكونه منصوبا دليل على أنه معطوف على (حَتَّى نَعْلَمَ) ، فإن كان قوله : (ولنبلو) بمعنى قوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) لزم أن يكون الشيء غاية لنفسه ، وإن كان أخص منه لزم كون الكلي غاية للجزئي وهو باطل عنه ، والجواب : أنه خاص لا أخص ، كقولك : والعورة من السرة إلى الركبة لأنه ليس المراد إظهار المطلق بل المقيد بالأقوال ، أي ولنخبرنكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونختبر أقوالكم.
قوله تعالى : (لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً).
وهذا إما على ظاهره ، أو المراد (لَنْ يَضُرُّوا) رسول الله ، مثل (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) [سورة الفتح : ١٠] و (شَيْئاً) مصدر مؤكد للنفي لا للفعل المنفي ، فهو داخل بعد النفي لا قبله.
قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ).
تقدم الخلاف في الطاعة هل هي موافقة الأمر وعدم مخالفته ، فمن عجز عن فعل ما أمر به مطبق على الثاني دون الأول.
قوله تعالى : (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ).
يتناول الأعمال الموجبة كمن شرع في نافلة لا يحل له أن يقطعها ، ويتناول البشرية كمن يتصدق بدرهم ثم أذى الفقير أو من به عليه ، قال تعالى (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) [سورة البقرة : ٢٦٤].
قوله تعالى : (ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ).
العطف بثم إما نعي عليهم إشارة إلى أنهم أمهلوا وأخروا لكي ينزجروا وينظر النظر السديد فلم يؤمنوا ، وأما البعد ما بين مطلق الكفر والموت على الكفر.
فإن قلت : ما الفرق بين قولكم : ماتوا كافرين ، وبين قولك : و (ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ؟) فالجواب : كان بعضهم يقول : الثاني أبلغ لأنه تصديق والأول راجع لقسم التصور ، لأن الثاني جملة إسنادية خبرية ، والأول قيد في الجملة فهو مفرد.
قوله تعالى : (فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ).