سورة المرسلات
١ ـ قوله تعالى : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات : ١٩].
كرّر هنا عشر مرّات ، والتكرار في مقام الترغيب والترهيب مستحسن ، لاسيما إذا تغايرت الآيات السابقة على المرّات المكرّرة كما هنا.
٢ ـ قوله تعالى : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ. وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) [المرسلات : ٣٥ ـ ٣٦].
إن قلت : نفي النطق عنهم يدلّ على انتفاء الاعتذار منهم ، إذ الاعتذار لا يكون إلا بالنّطق ، فما فائدة قوله عقبه : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ.)
قلت : معناه لا ينطقون ابتداء بعذر مقبول ، ولا بعد أن يؤذن لهم في الاعتذار ، لو أذن لهم فيه ، إذ الخائف عادة قد لا ينطق لسانه بعذر وحجة لخوفه ، لكن إذا أذن له فيه نطق ، ففائدة ذلك نفي هذا المعنى ، أي لا ينطقون ابتداء بعذر ولا بعد الإذن.
فإن قلت : ما ذكر ينافيه ما دل عليه قوله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ) [غافر : ٥٢] من وقوع الاعتذار منهم؟
قلت : لا ينافيه لأن يوم القيامة يوم طويل ، فيعتذرون في وقت ، ولا يعتذرون في آخر ، والجواب بأن المراد بتلك الآية" الظالمون" من المسلمين ، وبما هنا" الكافرون" ضعيف ، لتعقيب تلك الآية بقوله تعالى : (وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ.)
" تمت سورة المرسلات"