سورة ق
١ ـ قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ. بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ..) [ق : ١ ـ ٣].
" ق" إذا جعل اسما للسورة ، فهو خبر مبتدأ محذوف أي هذه ق بالمعنى السابق في ص.
وإن جعل قسما فجوابه مع ما عطف عليه محذوف ، تقديره : لتبعثنّ ، بدليل قوله : (ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق : ٣].
أو لقد أرسلنا محمدا ، بدليل قوله : (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ.)
أو هو قوله : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ) حذفت من اللّام لطول الكلام.
أو هو قوله : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق : ١٨].
٢ ـ قوله تعالى : (فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) [ق : ٩].
إن قلت : فيه إضافة الشيء إلى نفسه وهي ممتنعة ، لأن الإضافة تقتضي المغايرة بين المضاف والمضاف إليه؟
قلت : ليست ممتنعة مطلقا ، بل هي جائزة عند اختلاف اللفظين ، كما في قوله (حَقُّ الْيَقِينِ) [الواقعة : ٩٥] و (حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق : ١٦] و (لَدارُ الْآخِرَةِ) [يوسف : ١٠٩].
وبتقدير امتناعها مطلقا فالتقدير : حبّ الزّرع أو النبات الحصيد.
٣ ـ قوله تعالى : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) [ق : ١٧].
إن قلت : كيف قال" قعيد" ولم يقل : قعيدان ، إذ أنه وصف للملكين المذكورين؟
قلت : معناه عن اليمين قعيد ، وعن الشمال قعيد ، لكنه حذف أحدهما لدلالة المذكور عليه.
أو أن" فعيلا" يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع ، قال تعالى :