سورة الكهف
١ ـ قوله تعالى : (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً. قَيِّماً ..) [الكهف : ١ ، ٢].
إن قلت : ما فائدة ذكره (قَيِّماً) بعد قوله : (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) لأنّ نفي العوج يستلزم الإقامة؟!
قلت : فائدته التأكيد في وصف كتاب الله العظيم ، أو معنى (قَيِّماً :) أنه قائم إلى الكتب السماوية كلها ، مصدّقا لها ، ناسخا لبعض شرائعها.
ونصب" قيّما" بمقدّر تقديره : لكن جعله قيّما.
٢ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) [الكهف : ١٢].
أي لنعلمه علم ظهور ومشاهدة.
٣ ـ قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ..) [الكهف : ٢٢].
(وَثامِنُهُمْ) الواو فيه زائدة ، وقيل : مستأنفة ، وقيل : واو الثمانية كما في قوله تعالى : (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) [الزمر : ٧٣] وقال الزمخشري وغيره : هي الواو التي تدخل على الجملة الواقعة صفة للنكرة ، كما تدخل على الصفة الواقعة حالا في المعرفة ، تقول : جاءني رجل ومعه آخر ، ومررت بزيد وبيده سيف ، ومنه قوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) [الحجر : ٤].
وفائدتها توكيد اتّصال الصفة بالموصوف ، والدلالة على أن اتّصالها أمر ثابت مستقرّ.
٤ ـ قوله تعالى : (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ..) [الكهف : ٣٧].
أي من البشر ، وإلا فالله يبدلها ، قال تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) [البقرة : ١٠٦].
وقال : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) [النحل : ١٠١] الآية.
٥ ـ قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ..) [الكهف : ٢٩].
إن قلت : في هذا إباحة الكفر!