سورة الإخلاص
١ ـ قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ.)
كرّر لفظ (اللهُ) لتكون الجملة الثانية ، مستقلة بذاتها كالأولى ، غير محتاجة إلى الأولى.
فإن قلت : كيف ذكر (أَحَدٌ) في الإثبات ، مع أن المشهور أنه يستعمل بعد النفي ، كما أن الواحد لا يستعمل إلّا بعد الإثبات ، يقال : في الدار واحد ، وما في الدّار أحد ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) [البقرة : ١٦٣] وقوله : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم : ٤٨] وقوله تعالى : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) [التوبة : ٨٤] وقوله : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة : ٢٨٥]؟.
قلت : قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا فرق بينهما في المعنى.
واختاره أبو عبيدة ويؤيده قوله تعالى : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ) [الكهف : ١٦٣] ، وعليه فلا يختصّ أحدهما بمحلّ دون الآخر في الإثبات ، ويجوز أن يكون العدول عن المشهور هنا ، رعاية للفاصلة بعد.
" تمت سورة الإخلاص"