سورة يونس
١ ـ قوله تعالى : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا ..) [يونس : ٤].
قال ذلك هنا ، وقال في هود : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) لأن ما هنا خطاب للمؤمنين والكفار ، بقرينة ذكرهما بعد ، وما في هود خطاب للكفار فقط ، بقرينة قوله قبله : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ.)
٢ ـ قوله تعالى : (يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس : ٥].
خصّ التفصيل بالعلماء ، مع أنه تعالى فصّل الآيات للجهلاء أيضا ، لأنّ انتفاعهم بالتفصيل أكثر.
٣ ـ قوله تعالى : (وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) [يونس : ١٣].
قاله هنا بالواو تبعا لها في قوله : (وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) وقاله في مواضع أخر ، بالفاء للتعقيب ، على أصلها.
٤ ـ قوله تعالى : (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ ..) [يونس : ١٦] الآية.
إن قلت : كيف قال النبيّ ذلك ، مع أن الله تعالى أنكر على الكفّار احتجاجهم بمشيئته في قولهم : (لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا؟!) ولهذا لا ينبغي لمن فعل معصية ، أن يحتجّ بقوله : لو شاء الله ما فعلتها؟!
قلت : إنّما قال النبيّ ذلك ، بأمر الله تعالى له فيه ، بقوله : (لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ ..) وللعاصي أن يحتجّ بذلك إذا أمر الله به.
٥ ـ قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ ..) [يونس : ١٨] الآية.
إن قلت : كيف نفى عن الأصنام الضرّ والنفع هنا ، وأثبتهما لها في قوله في الحجّ : (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) [الحج : ١٣].
قلت : نفيهما عنها باعتبار الذّات ، وإثباتهما لها باعتبار السبب.
٦ ـ قوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ..) [يونس : ٢٣] الآية.