سورة النّبأ
١ ـ قوله تعالى : (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ.)
كرره تأكيدا ، أو الأول توعّد للكفّار بما يرونه عند النزع ، والثاني توعّد لهم بما يصيرون إليه من عذاب الآخرة.
أو الأول توعد بأهوال القيامة ، والثاني عن توعد بما بعدها من النار وحرّها.
أو الأول ردع عن الاختلاف ، والثاني عن الكفر ، (ثُمَ) للإشعار بأن الوعيد الثاني أشدّ.
٢ ـ قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً. وَالْجِبالَ أَوْتاداً.)
وجه اتّصاله بما قبله ، أنهم لما اختلفوا في النبأ العظيم ـ وهو البعث ـ ثم أنكروه ، نبّههم الله تعالى خلقه وأوجده ، على كمال قدرته ، وغاية قهره ، وأن جميع الأشياء طوع إرادته ، وفي مشيئته.
٣ ـ قوله تعالى : (إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً. جَزاءً وِفاقاً.)
قال ذلك هنا ، وقال بعد : (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) لأن الأول للكفار ، فناسب ذكر (وِفاقاً) أي : جزاء موافقا لأعمالهم ، كما قال تعالى : (جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشورى : ٤٠] والثاني للمؤمنين ، فناسب ذكر (حِساباً) أي : كافيا وافيا لأعمالهم ، من قولك : حسبي : أي كفاني.
" تمت سورة النبأ"