قلت : لا ، لأن هذا إنما ذكر تهديدا لهم ، بناء على أن الضمير في (شاءَ) ل (مِنْ) وعليه الجمهور.
أو المعنى : فمن شاء الله إيمانه آمن ، ومن شاء كفره كفر ، بناء على أن الضمير فيه" لله" كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
٦ ـ قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ..) [الكهف : ٣١] الآية.
إن قلت : لبسها في الدنيا حرام على الرجال ، فكيف وعد الله بها المؤمنين في الجنة؟
قلت : عادة ملوك الفرس والروم ، لبس الأساور والتيجان ، دون من عداهم ، فذلك وعد الله المؤمنين بها لأنهم ملوك الآخرة.
٧ ـ قوله تعالى : (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ..) [الكهف : ٣٥] الآية.
أفردها بعد تثنيتها ليدل على الحصر ، أي لا جنة له غيرها ، ولا نصيب له في جنة غيره ، ولم يقصد جنة معيّنة من الجنتين ، بل جنس ما كان له في الدنيا.
٨ ـ قوله تعالى : (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) [الكهف : ٣٦].
إن قلت : كيف قال الكافر ذلك وهو ينكر البعث؟
قلت : معناه : ولئن رددت إلى ربي على زعمك ، ليعطيني هناك خيرا منها ، ونظيره قوله تعالى في فصلت : (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) وعبر هنا ب (رُدِدْتُ) وثمّ ب (رُجِعْتُ) توسعة في التعبير عن الشيء بمتساويين.
٩ ـ قوله تعالى : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً) [الكهف : ٣٩].
فائدة ذكر" أنا" في مثل ذلك ، حصر الخبر في المبتدأ ، كما في قوله تعالى : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) [طه : ١٢] وقوله : (إِنِّي أَنَا اللهُ) [القصص : ٣٠].
١٠ ـ قوله تعالى : (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) [الكهف : ٤٤].
(خَيْرٌ) هنا ليست على بابها ، إذ غير الله لا يثيب ، ولا تحمد طاعته في العاقبة ، ليكون الله خيرا منه ثوابا وعقبا ، أو ذلك على سبيل الفرض والتقدير.
١١ ـ قوله تعالى : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) [الكهف : ٤٧].