وقيل : الفسوق : الكبيرة ، والعصيان : الصغيرة (١).
٥ ـ قوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ..) [الحجرات : ١٤].
المنفيّ هنا : الإيمان بالقلب ، والمثبت : الانقياد ظاهرا ، فهما في اللغة متغايران بهذا الاعتبار ، كما أنهما في الشرع مختلفان مفهوما ، متّحدان صدقا ، إذ الإيمان هو التصديق بالقلب ، بشرط التلفظ بالشهادتين ، والإسلام بالعكس.
٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا ..) [الحجرات : ١٥] الآية.
إن قلت : العمل ليس من الإيمان ، فكيف ذكر أنه منه في هذه الآية؟
قلت : المراد منها الإيمان الكامل ، أي إنما المؤمنون إيمانا كاملا ، كما في قوله تعالى (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [فاطر : ٢٨] وقوله صلىاللهعليهوسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" (٢).
" تمت سورة الحجرات"
__________________
(١) الفسوق : الخروج عن طاعة الله بالجرائم الكبيرة ، والعصيان معصية أمر الله وأمر رسوله بصغائر الذنوب. قال ابن كثير : والمراد بالفسوق : الذنوب الكبار ، وبالعصيان جميع المعاصي. المختصر ٣ / ٢٣٤.
(٢) أخرجه البخاري ومسلم.