الإضلال عن الشريعة أي : لهمّت أن يضلوك عن دينك وشريعتك ، وكلّ من هذين الهمّين لم يقع.
٤٣ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى) [النساء : ١١٥].
قاله هنا بالإظهار (يُشاقِقِ) كنظيره في الأنفال ، وقاله في الحشر بالإدغام ، لأن" ال" في الله لازمة ، بخلافها في الرسول. ولأن حركة الحرف الثاني في ذلك وإن كانت لالتقاء الساكنين كاللازمة لمجاورتها اللازمة ، فلزم الإدغام في" الحشر" دون غيرها ، وإنما أظهر في الأنفال مع وجود لفظ" الله" لانضمام الرسول إليه في العطف ، لأن التقدير فيه أن الحرف الثاني اتّصل بالمتعاطفين جميعا ، إذ الواو تصيّرهما في حكم شيء واحد.
٤٤ ـ قوله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء : ١٢٣] الآية.
أي : إن مات مصرّا عليه ، فإن تاب منه لم يجز به.
٤٥ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ) [النساء : ١٣٥] الآية ، أخّر (لِلَّهِ) عن قوله بالقسط هنا ، اهتماما بطلب القسط أي العدل ، وعكس في المائدة ، لأن (لِلَّهِ) فيها متعلّق بقوّامين ، لكون الآية ثمّ في الولاة بدليل قوله : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) أي كونوا أيها الولاة قوّامين في أحكامكم لله لا للنفع.
٤٦ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) [النساء : ١٣٦] الآية.
أي : داوموا على الإيمان ، إذ لو حمل على ظاهره ، لكان تحصيلا للحاصل.
٤٧ ـ قوله تعالى : (فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ) [النساء : ١٤١] الآية.
سمّى ظفر المسلمين فتحا ، وظفر الكافرين نصيبا بعده ، تعظيما لشأن المسلمين ، وتحقيرا لحظّ الكافرين ، لتضمّن الأول نصرة دين الله ، وإعلاء كلمته ، لهذا أضاف الفتح إليه تعالى ، وحظّ الكافرين في ظفرهم دنيويّ.
٤٨ ـ قوله تعالى : (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً.)
كرّره لتكرار الكفر منهم ، فإنهم كفروا بموسى وعيسى وبمحمد صلىاللهعليهوسلم.