الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) أي يعرضون عنها ، فلا تعرض عنهم ، بل كررها لهم (لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) أي يفهمون.
وإنما ختم الأولى بقوله (ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) والثانية بقوله (لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) لأن الإعراض عن الشيء ، أقبح من عدم فهمه ، فوصفوا بالأول في الآية الأولى ، تبعا لما وصفوا به قبلها من قسوة قلوبهم ، ونسيانهم ما ذكّروا به وغيرهما ، وذلك مفقود في الثانية.
٢٣ ـ قوله تعالى : (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) [الأنعام : ٥٠] الآية ، كرّر فيها (لَكُمْ) لعدم ذكره قبلها وبعدها ، ولم يكرّره في آية هود ، اكتفاء بذكره قبلها مرتين : في قوله : (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ) وقوله (وَما نَرى لَكُمْ) وبعدها مرّة في قوله : (أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ.)
٢٤ ـ قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام : ٥٥].
ترك تعيين سبيل المؤمنين ، لعلمه من تبيين سبيل المجرمين.
٢٥ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ) [الأنعام : ٦٠] الآية.
أي : كسبتم فيه ، وخصّ النهار بالذّكر دون اللّيل ، لأن الكسب فيه أكثر ، لأنه زمن حركة الإنسان ، والليل زمن سكونه.
٢٦ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) [الأنعام : ٦٢] الآية. أي : مولى جميع الخلق ، وهذا لا ينافي قوله : (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) لأن المراد بالمولى هنا : المالك ، أو الخالق ، أو المعبود وثم الناصر.
٢٧ ـ قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُ) [الأنعام : ٧٣] الآية. خصّ (قَوْلُهُ الْحَقُ) بيوم القيامة ، مع أنه لا يختصّ به ، لوجوده في الدنيا أيضا ، لأن ذلك اليوم ، ليس لغيره تعالى قول يرجع إليه ، بل قوله فيه هو الحقّ الذي لا يدفعه أحد من العباد ، لانكشاف الغطاء فيه ونظيره قوله تعالى : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) [الانفطار : ١٩] مع أن الأمر في كل زمان.