قبلنا (١) وفي حجيته تأمل.
الثالثة : (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) (الحشر ـ ٦٠)
(فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ) : فما أجريتم على تحصيله ، من الوجيف وهو سرعة السير (مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) ما يركب من الإبل ، غلب فيه كما غلب الراكب على راكبه. ولعل وجه الدلالة فيها أنه تعالى ذكر عدم تسارعهم عليها بالخيل ولا بالإبل ، وهو يقتضي صحة التسابق عليها ، كذا قيل وفيه تأمل.
(النوع الثامن)
الشفعة
الشفعة مأخوذة من الشفع وهو الزوج ، كأن المشفوع كان فردا فصار شفعا بنصيب صاحبه ، وأصلها التقوية والإعانة ، ومنه الشفاعة. وفي الشرع عبارة عن استحقاق الشفيع انتزاع حصة شريكه المنتقلة عنه بالبيع بملك قهري ثبت للشريك القديم على الحادث.
وليس في الآيات القرآنية ما يدل عليها صريحا ، لكن لما كانت مشروعيتها لازالة الضرر الحاصل بالشركة أمكن الاستدلال عليها بما يدل على رفعه ، كقوله تعالى (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج ـ ٧٨) (لَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) (البقرة ـ ٢٢٠) (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة ـ ١٨٥) ونحوها من الآيات التي في معناها وتفاصيل أحكامها يعلم من الفروع.
__________________
(١) والأقوى حجيته انظر في ذلك تعاليقنا على كنز العرفان ج ٢ ص ١٣٦ وص ١٣٧.