أحد أنه كذب على ابن عباس ، فان قوله بها لم يكن تشهيا من نفسه بل كان مستندا الى الدليل ، فكيف يصح الرجوع عند موته من غير أن يظهر له خلافه في حال حياته ، ويبعد ظهور دليله عند موته وكونه مخفيا عنه الى حين موته وعن غيره حتى ينتبه عليه.
ولقد اضطرب كلامهما فيها ، فتارة يفهم أنه صلىاللهعليهوآله أباحها مرة ثم حرمها ، وتارة أنها أبيحت مرتين وحرمت مرتين وانه صلىاللهعليهوآله أباحها ثم أصبح وقال لا ان الله حرمها أبدا فإنه يفهم منه انها كانت يوما واحدا بل ليلة واحدة ، وفي موضع آخر أنها كانت ثلاثة أيام.
مع أن صاحب الكشاف قال : كان الرجل منهم يتمتع أسبوعا بثوب أو غير ذلك ويقضي وطره منها ثم يسرحها. ومثل هذا الاضطراب في كلامه لتحريم ما أحل الله حيث أن عمر حرمها خروج الى مخالفة الله ورسوله.
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً) بمصالح العباد (حَكِيماً) فيما فرض لهم من عقد النكاح الذي يحفظ به الأموال والأنساب ، أو فيما فرض لهم من الأحكام.
السادسة : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النساء : ٢٥)
__________________
ـ كانتا متعتان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وانا أنهى عنهما وأعاقب عليهما إحداهما متعة النساء ولا اقدر على رجل تزوج امرأة إلى أجل إلا غيبته بالحجارة والأخرى متعة الحج افصلوا حجكم من عمرتكم فإنه أتم لحجتكم وأتم لعمرتكم.
قال البيهقي أخرجه مسلم في الصحيح من وجه أخر قلت وترى ما أخرجه مسلم في ج ٩ ص ١٨٢ من شرح النووي يظهر منه ومن أحاديث أخر أيضا مثل ما في ص ١٨٨ منه من قول ابن الزبير ان ناسا اعمى الله أبصارهم. يعرض بابن عباس يدل على بقائه على حكم الحل زمان خلافة ابن الزبير ورجوعه عند ظهور أمارات الموت بعيد كل البعد كما افاده المصنف قدسسره بل لعله مقطوع العدم.