الرابع عشر
النذر والعهد واليمين
وفيه أبحاث :
(البحث الأول)
(في النذر)
وفيه آيتان :
الاولى : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) البقرة ٢٧٠.
(وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ) في وجوه الخير وسبل البرّ نفقة واجبة أو مندوب إليها وما شرطية أو موصولة وما بعده صلة ، والعائد محذوف ، والمجموع في محل الرفع على الابتداء خبره (فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ).
(أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ) أو الزمتم أنفسكم بنذر فوفيتم به من فعل برّ كصلاة أو صوم أو صدقة أو نحو ذلك (فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ) فيعلم استحقاق صاحبه للأجر ونية فاعله فيجازيه على ذلك ، والتعبير بالعلم للإشعار به (وَما لِلظَّالِمِينَ) الواضعين النفقة أو النذر في غير موضعهما كالإنفاق رياء أو ضررا أو نذرا في معصية أو ترك الوفاء به مع القدرة عليه (مِنْ أَنْصارٍ) أعوان يدفعون عنهم العذاب.
وفي الآية دلالة على مشروعية النذر بل استحبابه إذا كان على وجه الطاعة ، حيث قرنه بالإنفاق المندوب اليه ووعد فاعله بالأجر وتوعده بالعقاب إذا لم يأت به كذلك.
قال في المجمع (١) النذر هو عقد الرجل على نفسه فعل شيء من البر بشرط ،
__________________
(١) المجمع ج ١ ص ٣٨٣ ومثله في التبيان ج ١ ص ٢٧٨ ط إيران عند تفسير الآية وفي المفردات للراغب النذر أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر وفي اللسان (ن ذر) ـ