النوع الخامس
في أشياء يتعلق بنكاح النبي صلىاللهعليهوآله وأزواجه
وفيه آيات
الاولى [الأحزاب : ٢٨] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا). السّعة والتنعّم فيها (وَزِينَتَها) وزخارفها (فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ) أعطيكن متعة الطلاق (وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) والسراح الجميل الطّلاق من غير خصومة ولا مشاجرة بين الزّوجين وقد تقدّم حكم متعة الطّلاق (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) أي طاعة الله وطاعة رسوله (وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ) العارفات للإحسان المطيعات له (أَجْراً عَظِيماً) يستحقر دونه الدّنيا وزينتها.
روى الواحدي (١) بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال كان النّبي صلىاللهعليهوآله جالسا مع حفصة فتشاجرا فقال لها هل لك ان اجعل بينى وبينك رجلا قالت نعم فأرسل الى عمر فلما انّ دخل عليها قال لها تكلمي فقالت يا رسول الله تكلم ولا تقل الا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها ثمّ رفع يده فوجأ وجهها فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله كف فقال عمر يا عدوة الله النّبي لا يقول الّا حقا.
وقام النّبي صلىاللهعليهوآله فصعد إلى غرفة فمكث فيها شهرا لا يقرب شيئا من نسائه يتغدى ويتعشى فيها فانزل الله هذه الايات.
وقيل (٢) انّ أزواج النّبي صلىاللهعليهوآله سألنه شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النّفقة وآذينه لغيرة بعضهنّ على بعض ، فآلى رسول الله صلىاللهعليهوآله منهنّ شهرا فنزلت
__________________
(١) رواه في المجمع ج ٤ ص ٣٥٣ عن الواحدي ونقله عن المجمع عن الواحدي في نور الثقلين ج ٤ ص ٢٦٦ بالرقم ٧١.
(٢) المجمع ج ٤ ص ٣٥٣.