__________________
ـ الشيخان أبو الفتح عثمان بن جنى وأبو الحسن على بن عيسى الربعي وذلك قول الشاعر :
يا ما اميلح غزلانا شدن لنا |
|
من هؤلياء نكن الضال والسمر |
فأوقع الشاعر التصغير على الفعل في الظاهر وذلك غير جائز وانما أراد به على الحقيقة تصغيرا لاسم المصدر الذي هو الملاحة فهذا الشاعر كما ترى صغر الفعل وأراد الاسم وهو عليه الصلاة والسّلام في الخبر صغر الاسم وأراد الفعل» انتهى ما في المجازات النبوية.
وهذا البيان منه من كون المراد تشبيه لذة الجماع بالعسل وكون سر استعمال العسيلة مصغرا كون المراد فعل الجماع دفعة واحدة مما يناسب أن يكتب بالقباطى بماء الذهب وأتم بمراتب وأنسب لقبول الذوق السليم لفهم المعنى من ألفاظ الأحاديث من قول الآخرين من كون المراد تشبيه النطفة أو ماء الرجل بالعسل.
ويشهد لذلك ما ورد عن عائشة عن النبي (ص) أنه قال : العسيلة الجماع ، رواه ابن تيمية في منتقى الاخبار كما في نيل الأوطار ج ٦ ص ٢٦٩.
وتأنيث العسل مع أن لفظ العسل يذكر باعتبار تقدير اللذة المشبهة لذة الجماع بلذته ومجيء التصغير للتقليل في العدد بتصريح من كتب أهل الأدب ، وأجمعوا على مجيئه لإحدى الفوائد.
١ ـ تحقير الشأن كرجيل.
٢ ـ تقليل الذات أو الكمية كبغيل ودريهمات.
٣ ـ تقريب المنزلة أو المسافة كصديق وقبيل وبعيد.
٤ ـ التعطف والتحبب كبني وأخي.
وانما اختلفوا في خامس الفوائد وهو التعظيم مثل دويهية تصفر منها الأنامل ومن أنكر هذه الفائدة كالمحقق الرضى جعل المعنى ان أصغر الأشياء قد يفسد الأصول العظام ، وقول عمر لابن مسعود : كنيف مليء علما نقلناه في كنز العرفان ج ٢ ، ص ١٥٦. ويمكن توجيهه بما وجه به المحقق الرضى الدويهية.
وعلى اى فلم يختلف أحد في إحدى الفوائد الأربعة المتقدمة ولا نريد اطالة سرد الكلام بذكر المصادر ولكن نذكر بعضها لئلا يتوهم القارئ انا نتكلم في شيء من دون التوجه الى مصادر البحث. فانظر شرح الرضى على الشافية ج ١ ، ص ١٨٩ و ١٩٠ طبعة مصطفى محمد ، و ـ