قال الهذلي (١) :
٥ ـ أخالد ما راعيت من ذي قرابة |
|
فتحفظني بالغيب أو بعض ما يتذكر |
والجار والمجرور في (بِالْغَيْبِ) من البيت والآية في موضع حال ، أي : تحفظني غائبا ، ويؤمنون غائبين عن مراءاة الناس ومخافتهم.
وعلى القول الأول في موضع المفعول به.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ). (٦)
في قوم من الكفار أخبر الله بعلمه فيهم ، كما أخبر نوحا فقال : (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ). (٢)
والحكمة في الإنذار مع العلم بالإصرار إقامة الحجة.
وقيل : ليكون الإرسال عاما. وقيل : لثبات الرسول على محاجّة المعاندين.
وإنما جرى لفظ الاستفهام في (أَأَنْذَرْتَهُمْ) ومعناه الخبر ؛ لأنّ فيه التسوية التي في الاستفهام.
ألا ترى أنّك إذا استفهمت فقلت : أخرج زيد أم أقام؟ فقد استوى الأمران عندك في الإبهام وعدمه على أحدهما بعينه ، كما إذا قلت في الخبر : سواء عليّ أخرجت أم قمت كان الأمر في التسوية كذلك. قال حسان :
__________________
(١) أبو ذؤيب الهذلي واسمه خويلد بن محرّث ، كان أشعر هذيل من غير مدافعة شاعر مخضرم أسلم ولم ير النبي صلىاللهعليهوسلم لأنه قرّ في باديته ، وأراد أن يرى النبي فوصل والناس يبايعون أبا بكر في السقيفة وشهد الصلاة على الرسول ورجع ، وقد تقدم ذكره والبيت يروى عجزه «فتحفظني بالغيب أو بعض ما تبدي» وهو في معجم الشعراء ص ٣٧١ ؛ وديوان الهذليين ١ / ١٥٦ ؛ وشعر الهذليين في العصرين الجاهلي والإسلامي ص ٣٣٣ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ٥١٤ ؛ وفصل المقال ص ٣٩٤.
(٢) سورة هود : آية ٣٦.